بقلم محمد حبيب الرحمن
ü ذكر في كشف الظنون :
أولوا الألباب لم يأتوا ... بكشف قناع ما يُتلى
ولكن كان للقاضي ... يد بيضاء لا تُبلى.[1]
q اسمه وتعارفه:
هو الامام القاضي عبد الله بن عمر البيضاوي رحمه الله عنه. أحد علماء أهل السنة والجماعة، وهو أصولي شافعي، و من كبار علماء التفسير والفقه والنحو.
ï اسم أبيه وجده:
واسم الاب للامام البيضاويرح هو عمر بن محمد البيضاويرح وكنيته ابو القاسم، العالم الجليل المشهود له بالتقدم في الفقه والأصول، وكان من الأئمة وتولى القضاء بشيراز ودرس وحدث وجمع بين العلم والتقوى. واسم جده المكرم هو محمد بن أبي الحسن علي البيضاويرح حيث كان عالم من علماء الشافعية.
ï كنيته ولقبه:
المكشوف عندنا كضياء نصف النهار ان كنيته هو ابوالخير و ابوسعيد، ولقبه قاضي القضاة، ناصر الدين.
ï النسب والنسبة:
هو الإمام القاضي المفسر ناصر الدين أبو سعيد أو أبو الخير عبد الله بن أبي القاسم عمر بن محمد بن أبي الحسن علي البيضاوي الشيرازي الشافعي التبريزي.
²وقد ذكر البضاويرح نسبه في مقدمة كتابه الغاية القصوي في دراية الفتوي قائلا : فاعلم اني قد اخذت الفقه عن والدي مولي الموالي الصدر العالي، ولي الله الوالي، قدوة الخلف وبقية السلف، امام الملة والدين ابو القاسم عمر قدس الله روحه وهو عن والده قاضي القضاة السعيد فخر الدين محمد بن الامام الماضي صدر الدين ابي الحسن علي البيضاوي قدس الله ارواحهم .....[2]
² ولقب البيضاوي نسبة إلى "البيضاء" التي و لُد بها وهي إحدى المدن المشهورة بفارس. والشيرازي نسبة إلى مدينة "شيراز" التي نشأ بها وتولى فيها منصب قاضي القضاة. والتبريزي نسبة إلى"تبريز" حيث توفي بها، والشافعي لأنه على مذهب الشافعيرح.
ï مولده:
ولد القاضي ناصر الدين البيضاويرح في مدينة "البيضاء" بفارس قرب شيراز. ولا تعلم سنة ولادته تحديدًا والغالب أن مولده أوائل القرن السابع الهجري.
q نشأته :
ولُد القاضي ناصر الدين في البيضاء، ونشأ بها أول حياته مع أسرته ذات علم ودين وفضل ومنصب. ثم رحل إلى شيراز، ( وكانت في ذلك الوقت عاصمة بلاد فارس. وكان لوالده منزلة عند الحاكم فولاه منصب قاضي قضاة شيراز، كما تولى جده من قبل قاضي القضاة). فنشأ في شيراز حيث تلقى فيها العلوم والمعارف عن والده في أول الأمر وتفقه على يديه، وأخذ في تعلم الكثير من العلوم في أصول الدين وأصول الفقه، والتفسير والعربية والأدب والتاريخ وفي علم الكلام والمنطق والفلسفة.
والبيضاوي لم يقتصر في تعليمه على والده فقط بل أخذ العلم عن كثير من علماء عصره لا سيمّا وشيراز كانت ملجأ العلماء والأدباء من جميع أقطار العالم الإسلامي، فتلقى العلم مبكّراً حتى برع فيه وألّف في جميع فنون العلم وعاش في شيراز حتى تولى منصب القضاء فيها.
والبيضاوي لم يقتصر في تعليمه على والده فقط بل أخذ العلم عن كثير من علماء عصره لا سيمّا وشيراز كانت ملجأ العلماء والأدباء من جميع أقطار العالم الإسلامي، فتلقى العلم مبكّراً حتى برع فيه وألّف في جميع فنون العلم وعاش في شيراز حتى تولى منصب القضاء فيها.
q شيوخ الامام :
تتلمذ الإمام البيضاوي على جملة كبيرة من الشيوخ، منهم :
¶ والده الإمام أبو القاسم عمر بن محمد بن علي البيضاويرح. أخذ عنه الفقه على مذهب الشافعي.
¶ الشيخ محمد بن محمد الكحتائي الصوفي، صحبه البيضاوي وأخذ عنه الطريق واقتدى به في الزهد والعبادة.
¶ الشيخ شرف الدين عمر البوشكاني الزكيرح. ولما توفي رثاه البيضاوي بقصيدة طويلة كانت مكتوبة على مرقده.
¶ الشيخ نصير الدين الطوسيرح . كما ذكر صاحب روضات الجنات.[3]
¶ الشيخ شهاب الدين السهرورديرح.
q تلاميذه :
¶ الشيخ جمال الدين الكسائي محمد بن أبي بكر بن محمد المقرئرح.
¶ الشيخ روح الدين بن الشيخ جلال الدين الطياررح.
¶ القاضي روح الدين أبو المعاليرح.
¶ الشيخ الإمام فخر الدين أبو المكارم أحمد بن الحسن الجاربرديرح.
¶ الشيخ كمال الدين أبو القاسم عمر بن إلياس بن يونس المراغي أبو القاسم الصوفيرح.
¶ القاضي رزين الدين علي بن روزبها بن محمد الخنجيرح.
¶ تاج الدين الهنديرح.
q عقيدته ومذهبه :
كان البيضاويرح متكلما اشعريا متصوفا شافعي المذهب. ظهر ذالك في كتابته في التفسير وغيرها من العلوم والفنون التي كتب فيها من الفقه والمنطق والعقيدة. ففي علم الكلام الف كتبا منها : الطوالع و الْإِيضَاح فِي أصُول الدّين وغيرها. وقد كان والد البيضاويرح شافعي المذهب، فكان لذالك اثر في تكوين شخصية البيضاوي واختياره لمذهب الشافعي.
q قدوته العلمية :
وقد ذكر الامام تاج الدين السبكيرح في طبقات الشافعية الكبرى : كَانَ إِمَامًا مبرزا نظارا صَالحا متعبدا زاهدا، ولي قَضَاء الْقُضَاة بشيراز وَدخل تبريز وناظر بهَا وصادف دُخُوله إِلَيْهَا مجْلِس درس قد عقد بهَا لبَعض الْفُضَلَاء، فَجَلَسَ القَاضِي نَاصِر الدّين فِي أخريات الْقَوْم بِحَيْثُ لم يعلم بِهِ أحد، فَذكر الْمدرس نُكْتَة زعم أَن أحدا من الْحَاضِرين لَا يقدر على جوابها وَطلب من الْقَوْم حلهَا وَالْجَوَاب عَنْهَا، فَإِن لم يقدروا فالحل فَقَط فَإِن لم يقدروا فإعادتها، فَلَمَّا انْتهى من ذكرهَا شرع القَاضِي نَاصِر الدّين فِي الْجَواب فَقَالَ لَهُ لَا أسمع حَتَّى أعلم أَنَّك فهمتها فخيره بَين إِعَادَتهَا بلفظها أَو مَعْنَاهَا فبهت الْمدرس وَقَالَ أعدهَا بلفظها فَأَعَادَهَا ثمَّ حلهَا وَبَين أَن فِي ترتيبه إِيَّاهَا خللا ثمَّ أجَاب عَنْهَا وقابلها فِي الْحَال بِمِثْلِهَا ودعا الْمدرس إِلَى حلهَا فَتعذر عَلَيْهِ ذَلِك فأقامه الْوَزير من مَجْلِسه وَأَدْنَاهُ إِلَى جَانِبه وَسَأَلَهُ من أَنْت فَأخْبرهُ أَنه الْبَيْضَاوِيّ وَأَنه جَاءَ فِي طلب الْقَضَاء بشيراز فَأكْرمه وخلع عَلَيْهِ فِي يَوْمه ورده وَقد قضى حَاجته.[4]
q ثناء العلماء عليه:
× ذكر في البداية والنهاية : البيضاوي صاحب التصانيف هو القاضي الامام العلامة ناصر الدين عبد الله بن عمر الشيرازي، قاضيها وعالمها وعالم أذربيجان وتلك النواحي.[5]
× وذكر العلامة جلال الدين السيوطيرح في بغية الوعاة : كَانَ إِمَامًا عَلامَة، عَارِفًا بالفقه وَالتَّفْسِير والأصلين والعربية والمنطق؛ نظارا صَالحا متعبدا شافعيا.[6]
× قال السبكيرح : كان إماما مبرزا نظارا خيرا صالحا متعبدا.[7]
× وقال ابن حبيبرح : تكلم كل من الأئمة بالثناء على مصنفاته ولو لم يكن له غير المنهاج الوجيز.
× وقال ابن قاضي شهبةرح في طبقاته : صاحب المصنفات، وعالم أذربيجان، وشيخ تلك الناحية.[8]
q المصنفات :
وقد ذكر الامام السيوطيرح في كتابه بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة : صنّف
١. مُخْتَصر الْكَشَّاف.
٢. الْمِنْهَاج فِي الْأُصُول وشرحه ايضا.
٣. شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول.
٥. شرح الْمطَالع فِي الْمنطق.
٦. الْإِيضَاح فِي أصُول الدّين.
٧. الْغَايَة القصوى فِي الْفِقْه.
٨. الطوالع فِي الْكَلَام.
٩. شرح الكافية لِابْنِ الْحَاجِب و غيرها.[9]
وذكر غيرها من المصنفات و منها :
¶ لبّ اللباب في علم الإعراب.
¶ نظام التواريخ كتبه باللغة الفارسية.
¶ تحفة الأبرار و هي شرح المصابيح للبغوي رح.
¶ تهذيب الأخلاق في التصوف.
q وفاته :
توفي الامام بمدينة تبريز، قال السبكي والأسنوي سنة إحدى وتسعين وستمائة، وقال ابن كثير في تاريخه والكتبي وابن حبيب توفي سنة خمس وثمانين، وأهمله الذهبي في العبر.[10]
No comments:
Post a Comment