²ما أحسن قول الامام كتب علي لوح قبره :
إلهي قد أصبحت ضيفك في الثرى ... وللضيف حق عند كل كريم
فهب لي ذنوبي في قراي فإنها ... عظيم ولا يفرى
بغير عظيم.[1]
r اسمه وتعارفه:
هو ابو القاسم الزمخشريرح العلامة الإمام
الكبير في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان وكبير المعتزلة، واسمه في
الاصل محمود بن عمر الخوارزمي.[2]
ï اسم أبيه وجده: واسم ابيه هو عمر بن محمد
الخوارزميرح، واسم جده المكرم هو محمد بن عمر الخوارزميرح
كما ذكر في النجوم الزاهرة . وقال البعض : أحمد بن عمر او محمد بن احمد.
ï كنيته ولقبه: وكنيته أبو
القاسم ولقبه جار الله. وقال العلامة جمال الدين الحنفيرح
في النجوم : وكان
يقال له جار الله؛ لأنّه جاور بمكّة المشرّفة زمانا.[3]
وأستاذ الدنيا، فخر خوارزم.[4]
ï النسب والنسبة: هو أبو القاسم محمود بن
عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشريرح. ولقب الزمخشري نسبة الي
زمخشر: قرية من قرى خوارزم. والخوارزم هي المحافظة تحت مدينة جرجانية في غرب
أوزبكستان.
ï مولده: ومولده بزمخشر فى يوم الأربعاء
سابع عشري رجب سنة سبع وستين وأربعمائة كذا في السير. وذكر ابن أخته أبو
عمرو عامر بن الحسن السمسارىّ بزمخشر قال: " ولد خالى بزمخشر
خوارزم يوم الأربعاء السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين وأربعمائة".[5] وكتب
أبو اليمن الكندىّ فى أواخر رجب من سنة ثمان وستمائة.[6]
نشأ الزمخشريرح في مدينة زمخشر، وفيها تعلّم أصول
القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم. وأخذ العلم عن كثير من علماء عصره لا
سيمّا الخوارزم كانت
ملجأ العلماء والأدباء من جميع أقطار العالم الإسلامي، فتلقى العلم مبكّراً حتى
برع فيه وألّف في جميع فنون العلم.
r رحلته في الامصار :
وقد دأب
الزمخشرى على السفر والانتقال من مكان إلى مكان. فقد سافر إلى بغداد، وسافر إلى
«خراسان» عدة مرات. وسافر إلى الأرض المقدسة، وأقام بها طويلا، وألف فيها كتابه
«الكشاف» الذى يقول عنه: انه ألفه فى مدة مقدارها مدة خلافة أبى بكر رضى الله عنه
أى سنتان وبضعة أشهر.[7]
ثم انكفأ راجعا إلى خوارزم، ثم قوى عزمه على الرحلة عنها وعوده إلى الحجاز. فقيل
له: قد زجّيت أكثر عمرك هناك فما الموجب؟ فقال: القلب الذى لا أجده ثمّ أجده ها
هنا.[8]
r شيوخ الامام : تتلمذ الإمام الزمخشريرح على جملة كبيرة من الشيوخ، منهم :
² أبو منصور الجواليقيرح: وقال ابن خلكانرح: ورأيته عند شيخنا أبي منصور الجواليقيرح
مرتين قارئاً عليه بعض كتب اللغة من فواتحها ومستجيزاً لها.[9]
² أبو الحسن على بن عيسى الحسنيرح، ومن أجله صنف الزمخشرى
تفسيره الكشاف.[10]
² الشيخ السديد الخياطيرح،
أخذ عنه الفقه.
² ركن الدين محمد
الأصوليرح.
r تلاميذه :
وما دخل بلدا إلا واجتمعوا عليه وتلمذوا له،
واستفادوا منه. وكان علّامة الأدب، ونسّابة العرب. والمشهور منهم:
²
أبو الحسن على بن عيسى الحسنيرح.
² يعقوب
بن علي البلخي الجندلي رح.
² أبو
بكر الأزدي القرطبي رح.
² علي
بن عيسى بن حمزة رح.
r شكله: ذكر في وفيات
الأعيان : وسمعت من بعض المشايخ أن إحدى رجليه كانت ساقطة، وأنه كان يمشي في
جاون خشب. وحكي أن الدامغاني المتكلم الفقيه سأله عن سبب قطع رجله فقال: دعاء الوالدة،
وذلك أني أمسكت عصفورا وأنا صبيّ صغير وربطت برجله خيطا فأفلت من يدي ودخل خرقا
فجذبته فانقطعت رجله. فتألمت له والدتي وقالت: قطع الله رجلك كما قطعت [رجله] ،
فلما رحلت إلى بخارى في طلب العلم سقطت عن الدابة في أثناء الطريق فانكسرت رجلي
واصابني من الالم ما أوجب قطعها.[11]
r ثناء العلماء عليه:
× قال صاحب وفيات الأعيان : الإمام الكبير في
التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان؛ كان إمام عصره من غير ما دفع، تشد
إليه الرحال في فنونه.[12]
×
وقال أيضا : كان الزمخشري أعلم فضلاء العجم بالعربية في زمانه، وأكثرهم أنساً
واطلاعاً على كتبها، وبه ختم فضلاؤهم، وكان متحققاً بالاعتزال.[13]
×
ذكر في سير اعلام النبلاء: العلامة، كبير المعتزلة، أبو القاسم محمود بن عمر بن
محمد، الزمخشري الخوارزمي النحوي، حج، وجاور، وتخرج به أئمة.[14]
×
وقال أبو السعادات بن الشجريرح في عام الحج :
انت مساءلة الركبان تخبرني ... عن أحمد بن علي أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ما سمعت ... أذني بأحسن مما قد رأى
بصري.[15]
×
وقال صاحب ميزان الاعتدال : المفسر النحوي،صالح، لكنه داعية إلى الاعتزال.[16]
× وقد ذكر في النجوم الزاهرة : الشيخ الإمام
العالم العلامة فريد عصره ووحيد دهره وإمام وقته، النحوي اللغوي الحنفي المتكلم
المفسر صاحب الكشاف في التفسير والمفضل في النحو.[17]
×
ذكر في شذرات الذهب : أبو القسم الزمخشري محمود بن عمر بن محمد
الخوارزمي النحوي اللغوي المفسر المعتزلى صاحب الكشاف والمفصل.[18]
r
المصنفات : وصنف
التصانيف البديعة، منها:
¶المفرد والمؤلف في النحو.
¶رؤوس المسائل " في الفقه.
¶ شرح أبيات كتاب سيبويه.
¶المستقصى في أمثال العرب.
¶صميم العربية.
¶سوائر الأمثال.
¶دويان التمثيل.
¶شقائق النعمان في حقائق النعمان.
¶
الكشاف في تفسير القرآن العزيز.
¶
المحاجاة بالمسائل النحوية.
¶
المفرد والمركب " في العربية.
¶
الفائق في تفسير الحديث.
¶
أساس البلاغة في اللغة.
¶
ربيع الأبرار وفصوص الأحبار.
¶
متشابه أسامي الرواة.
¶
النصائح الكبار.
¶شافي العي من كلام الشافعيرح .
¶القسطاس في العروض.
¶معجم الحدود.
¶المنهاج في الأصول.[19]
¶النصائح الصغار.
¶ضالةالناشدوالرائض في علم الفرائض.
¶ المفصل في النحو.
¶الأنموذج في النحو.
r عقيدته ومذهبه :
كان الزمخشريرح معتزليا في الاصول العقيدة، حنيفيا في الفروع الفقه، وكان يجاهر بمذهبه الاعتزال،
ويدونه في كتبه، ويصرح به في مجالسه. وكان إذا قصد صاحباً له استأذن عليه في
الدخول ويقول لمن يأخذ له الإذن: قل له: أبو القاسم المعتزلي بالباب. وقد
بذل الزمخشري مجهوداً كبيراً في تفسيره علي سبيل
تفسير الآيات القرآنية على مقتضى مذهب الاعتزال وأصوله الخمسة.
@ قال شمس الدين الذهبيرح : صالح، لكنه داعية إلى الاعتزال.
@
وقال الامام السيوطيرح : العلامة، كبير المعتزلة.
@
وقال البعض : النحوىّ اللغوىّ الحنفىّ المتكلم المفسّر.
@
وقال ابن خلكانرح : وكان متحققاً بالاعتزال.
@
وقال ابن الأهدل: كان من أئمة الحنفية، معتزلي العقيدة، عظم صيته في علوم الأدب،
وسلّم مناظروه له.[20]
r وفاته :
وتوفي ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة،
بجرجانية خوارزم، بعد رجوعه من مكة.[21]
[1] وفيات الأعيان لابن خلكان; ج٥ ص١٧٣
[2] سير اعلام النبلاء; ج١٥ ص١٧
[3] النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة; ج٥ ص٢٧٤
[7] مناهج
المفسرين. ص١٠٥
[12] وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. ص١٦٨
[13] ج٢ ص٣٤٠
[14] سير اعلام النبلاء
[16] ميزان الاعتدال في نقد الرجال; ج٤ ص٧٨
[17] النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة; ج٢ ص٧٤
[18] شذرات الذهب في أخبار من ذهب ; ج٦ ص١٩٤
[19] وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. ص١٦٨-١٦٩
[20] شذرات الذهب في أخبار من ذهب ;
ج٦ ص١٩٨
[21] وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. ج٥ ص١٧٣
No comments:
Post a Comment